منتدى الجامعة العربية
عزيزي الزائر اهلا بك في اسرة منتديات الجامعة العربية هذه الرساله تفيد بأنك غير مسجل يتوجب عليك التسجيل لتتمكن من رؤية روابط التحميل والمساهمة في المنتدى - كما يجب وضع رد لرؤية الروابط
منتدى الجامعة العربية
عزيزي الزائر اهلا بك في اسرة منتديات الجامعة العربية هذه الرساله تفيد بأنك غير مسجل يتوجب عليك التسجيل لتتمكن من رؤية روابط التحميل والمساهمة في المنتدى - كما يجب وضع رد لرؤية الروابط
منتدى الجامعة العربية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


للتميز عنوان - شاركنا الحلم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
سبحان الله والحمد لله لا اله الا الله و الله اكبر
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» دليل التفاعيل
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالثلاثاء أكتوبر 11, 2016 6:03 pm من طرف خشان خشان

» كتاب مقدمة في نظم المعلومات الجغرافية -- السعودية--
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالجمعة مايو 29, 2015 7:33 pm من طرف سعيد كامب

» كتاب للترميز في نظم المعلومات الجغرافية
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالجمعة مايو 29, 2015 7:32 pm من طرف سعيد كامب

» عضو جديد ممكن ترحيب
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالثلاثاء مارس 24, 2015 5:43 pm من طرف علوش الخانقيني

» كتاب التحقيق في الجرائم المستحدثة
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالجمعة مارس 06, 2015 11:06 am من طرف عادل المعكوف

» مصنعيات تركيب النجارة الخشبية للشقق ابواب وحلي وبرور2014
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالأحد مارس 01, 2015 6:04 pm من طرف ابو مهند العراقي

» العلاج السلوكي و تعديل السلوك
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالخميس فبراير 05, 2015 7:01 am من طرف حفنى عبده حفنى

» تدريب الاطفال ذوي الاضطرابات السلوكيه علي المهارات النمائيه:دليل الاباء و المعالجين
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالخميس فبراير 05, 2015 6:55 am من طرف حفنى عبده حفنى

» Electric Circuits (7th & 8th Edition) + Solution manual
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالجمعة ديسمبر 19, 2014 9:23 pm من طرف m20070689

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
قم بحفض و مشاطرة الرابط الجغرافيا كما يجب ان تكون على موقع حفض الصفحات
الإبحار
 البوابة
 الفهرس
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
التبادل الاعلاني

 

 تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع)

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
tulio2008


تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Stars16



ذكر
الميزان عدد الرسائل : 71
العمر : 47
السٌّمعَة : 0
نقاط : 5745
تاريخ التسجيل : 27/08/2008

تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Empty
مُساهمةموضوع: تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع)   تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالسبت يناير 31, 2009 5:45 pm

بقية الفصل الثاني
[center]المشهد الثالث من الآية (25 الى 29)
وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (25) قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27) فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ (28) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ (29)
التفسير:
(وَاسْتَبَقَا الْبَابَ) جرى يوسف جهة الباب فجرت خلفه فلحقت به و هو يحاول الهروب منها.
(وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِنْ دُبُرٍ) وأمسكت به من الخلف و هذا أمر طبيعي و هو مستمر في جريه منها و هى مصرة على الامساك به، فتمزق قميصه من كثرة الشد و الجذب.
(وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ) وجدا زوجها عند الباب الذي حاول الهروب منه في نفس اللحظة.
(قَالَتْ مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا) رغم أن يوسف آثر السكوت للسلامة و سترا عليها الا أنها على الفور كان اتهامها ليوسف جاهزا و دفاعها عن نفسها واضحا ، و سؤالها هذا ليس سؤال استفهام و استعلام انما هو سؤال اتهام ، كما يقول المثل المشهور "رمتني بدائها و انسلت" ، بل انها لم تكتفي أن تكون الخصم انما جعلت من نفسها القاضي و الجلاد و أصدرت حكمها سريعا خوفا من العمل بالقاعدة "المتهم برىء حتى تثبت ادانته" و لتقطع الطريق على زوجها من أن يستفسر عما حدث .
(إِلاَّ أَنْ يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) لم تحكم عليه بالنفى أو الهلاك و انما حكمت عليه بالابقاء تحت سلطانها و هو العقاب المأمون الذي يبقيه تحت يديها و قريبا منها و يغلق عليه الباب خوفا من ان ينطق بما حدث فتنكشف الحقيقة.
(قَالَ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَنْ نَفْسِي) لم يصبر يوسف على اتهامه في شرفه و بالخيانة لسيده و دافع عن نفسه بطريقة هادئة و بعبارة مختصرة موجزة عفيفة صادقة ، و أدلة صدقها: حياته في هذا القصر فترة طويلة و معرفة أهل القصر جميعا بعفته و طهارته و عدم اتهامه قبلا بمثل هذا الأمر أو ظهور امارات عليه و الا لطرد من هذا المكان.
و دون صخب أو ضجيج أو فضائح (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا) اقترح عليهم شخص عاقل و حكيم من أهلها ، بماذا...؟
(إِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ قُبُلٍ فَصَدَقَتْ وَهُوَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (26) وَإِنْ كَانَ قَمِيصُهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ فَكَذَبَتْ وَهُوَ مِنَ الصَّادِقِينَ (27)) لاحظ أنه قدم احتمال صدقها أولا من باب اللياقة اذ أنها هى السيدة و هو الفتى ، فانتقل الى المعاينة و نظر الى قميص يوسف فماذا رأى؟
(فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِنْ دُبُرٍ) فقد تبين له حسب الفتراض السابق بعد المعاينة أنها هى التي راودته عن نفسه و أن يوسف برىء (قَالَ إِنَّهُ مِنْ كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ) كأنه يلتمس العذر لها اذ هى واحدة من بنات جنسها المعروف عنهن الاغراء و الخطأ و الكيد و كأنه لا لوم عليها.
(يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا) التماس ليوسف أن يتناسى هذا الموضوع و ألا يبوح به لأحد و أن يستمر في حياته بهذا القصر.
(وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ) رجاء اليها أن تستغفر لذنبها.
(إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ) حيث أن ذلك صدر منها على سبيل الخطأ.
و من هنا نستنتج هذه الدروس:
الدرس الأول:
أن الإنسان لولا معونة الله لا يثبت على الحق ، لولا توفيق الله و تسديده لا يثبت على الحق
الدرس الثاني:
أن شهادة القريب علي قريبه أقوى من شهادة البعيد على القريب
الدرس الثالث:
عظم كيد المرأة و أن المرأة إذا أرادت أن تكيد كادت ، وهذا شئ خلقه الله واستعظمه .
الدرس الرابع:
عظم جمال يوسف عليه السلام الذي أخذ بالألباب وقال عليه الصلاة والسلام ( إن يوسف أوتى شطر الحسن ) نصف جمال العالم في يوسف عليه السلام .
الدرس الخامس:
ينبغي أن يكون واضحا لدى الدعاة الى الله في الدفاع عن القدوة بالأسلوب العفيف الطاهر.
الدرس السادس:
غالبا ما يكون أسلوب الطبقة "الراقية الحاكمة" في مثل هذه الأمور هو التكتم الشديد لأنها تتستر خلف المظاهر و تحافظ عليها أكثر من أى شىء آخر ، و لو أن المتهم كان من عامة الشعب لهاجت الدنيا و ماجت و صورت الجريمة بأبشع التصوير و لحضر المعاينة آلاف المنافقين و المجاملين و لصدرت الأحكام و نفذت القوانين بمنتهى الصرامة من باب اظهار العدل و تنفيذ القانون.


المشهد الرابع (من الآية 30 الى 32)
وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (30) فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا وَقَالَتِ اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ (31) قَالَتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ (32)
التفسير:
رغما عن التكتم الشديد على الخبر الا أنه انتشر لأن للقصور جدران و فيها خدم و حشم و ما يجري في القصور لا يمكن ان يظل مستورا خاصة و أن معظم نساء هذا الوسط ليس لهن عمل الا الحديث عما يجري في محيطهن و تداول الفضائح في المجالس و السهرات و الزيارات.
(وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ) هن ربات القصور و الصالونات و اللائي يصل اليهن مثل هذه الأخبار عن طريق الخدم و الحشم و يشتهين رائحة الفضائح ، فهن كالذباب لا يقع الا على الجرح. ماذا قلن؟
قلن (امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِهِ) تدعوه الى نفسها لتنال منه شهوتها و ذلك بسبب أنه (قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا) أى خرق حبه قلبها و هذا لا يليق بها و لا بمركزها الاجتماعي (إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) طبعا ، انها مخطئة تلك السيدة الكبيرة زوجة السيد الكبير عزيز مصر ، و قد يكون المنتقد عند هذه الطبقة هو سوء اختيارها أو مجرد انكشاف أمرها و عدم مقدرتها الستر على عملها و ليست الفعلة في حد ذاتها!
(فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ): ازدادت اصرارا و رغبة في فتاها و أرادت أن تكسبهن الى صفها أو الانتقام منهن بحيلة نسائية ، فماذا فعلت؟ (أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ) دعتهن للحضور الى قصرها (وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً) وثيرا يسترحن اليه و قدمت لهن الفاكهة (وَآَتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا) لأن الفاكهة تحتاج غالبا الى سكين لتقطيعها و تقشيرها و هذا هو الظاهر و لكنها كانت تبيت لهن امرا.
و بينما هن في لهوهن و غمزهن و لمزهن اذ (وَقَالَتِ) ليوسف (اخْرُجْ عَلَيْهِنَّ) لاحظ انها لم تقل "اخرج اليهن" بل قالت "اخرج عليهن" اذ كان الخروج بقهر و غلبة أو بجمال يبهر أو بزينة تسحر الألباب كما كانت تدبر لهن ، (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ) للوهلة الأولى (أَكْبَرْنَهُ) أى بهتن لطلعته و دهشن و انبهرن و ذهلن لذلك الحسن الرائق (وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ) و لم يقل "جرحن" عادة لمبالغة المرأة في أى ألم يصيبها أو أى أمر ينزل بها ، و ليس الانبهار بيوسف و جرح أيديهن هو التصرف الذي صدر منهن فقط ، بل (وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا) فقد رأينا البشر وعرفنا أصنافهم من مواقعنا في الطبقة العالية لابد و أنه ملك من الملائكة بل ليس مجرد ملك (إِنْ هَذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ) و كأن لسان حالهن يقول لامرأة العزيزنفهم دوافعك و لا نرى عليك لوم فيما فعلتيه و تفعليه ، و بذلك نجحت في خطتها و زادها هذا الموقف قوة و اصرارا فسارعت و قالت قول المرأة المنتصرة و التي لا تستحي أمام النساء من بنات طبقتها
(فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ) قد بهركن جماله و أدهشكن و نطقت ألسنتكن بما يبرر فعلتي ، ثم اعترفت اعترافا خطيرا (وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ) دون خجل أو حياء و لكنه تجلد و تماسك أمام أنوثتي و فتنتي و جمالي و مازلت أريده و لابد أن ينهار تماسكه (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آَمُرُهُ) به و أريده منه (لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ) سوف يلقى في السجن مع اللصوص و القتلة و أسافل البشر ان لم يرضني فيما أريد.
و من هنا نستنتج هذه الدروس:
الدرس الأول:
سرعة سريان الشائعات بين النساء .
الدرس الثاني:
أن الملائكة يمتازون بجمال الخلقة و إن هذا استقر عند الناس فعند الناس مستقر أن الملك جميل الخلقة و الشيطان قبيح جدا .

الدرس الثالث:

تهديد الطغاة بخنق الحريات و اذلال العباد طبع فيهم و سهل لديهم.

المشهد الخامس (من الآية 33 الى 35):
قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ (33) فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (34) ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآَيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ (35)
أصبح على يوسف أن يختار ما بين أن يبيع نفسه للشيطان و الهوى فينال النعيم العاجل في الدنيا و الاحترام الزائف بين أهلها ، و بين أن يبيع نفسه لله تعالى و لو ناله عذاب في الدنيا و المهانة بين اهلها و المذلة في سجونها.
عرف يوسف أن الصبر على متاعب الدنيا و مصائبها يهون في جانب عدم الصبر على عذاب الآخرة و عرف أن النجاة من غضب الله و عقابه و الفوز برضوانه يهون من أجله كل شىء و لهذا فقد لجأ الى ربه و جأر باشكوى اليه و (قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ) أى ان حبس حريتي في السجن و ملاقاة التعذيب فيه و الوحشة و الوحدة بين جدرانه و ظلماته أحب الى من فعل المعصية و مجاراة هذا المجتمع في فجوره و ضلاله ، ثم بين يوسف عليه السلام أن السبب في هذا الاختيار الصعب هو بشريته و ما ركب فيها من طبع حيث قال (وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ) أى فاصرف عني كيدهن فأنا بشر ضعيف قد أخطىء و أميل فأنحرف و لو حدث هذا (أَكُنْ مِنَ الْجَاهِلِينَ) أى ممن يرتكبون الاثم و يستحقون الذم، و لأن يوسف كان صادقا في لجوئه لمولاه فقد استجاب له ربه (فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ) لأنه تعالى يجيب دعوة المضطر و المظلوم و يوسف هنا مضطر و مظلوم (فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ) وذلك اما بتقوية عزيمته في مواجهة اغرائهن له و اما بادخال اليأس الى نفوسهن من الأمل في استجابته.
الآن رائحة الفضيحة قد فاحت خارج القصر و لابد من الحفاظ على المظاهر و على الكراسي و لا يهم التضحية من أجل ذلك ببرىء حتى تهدأ الفتنة و تسكن العاصفة و لو الى حين، و كان الحل السهل على كل الطغاة و الذي يلجأون اليه عند العجز عن العدل و الاعتراف بالحق و هو السجن.
(ثُمَّ بَدَا لَهُمْ) انقاذا للموقف و علاجا لسمعة القصر و من فيه (مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الآَيَاتِ) نعم فقد رأوا الآيات و دلائل براءة يوسف بأعينهم و قرروا (لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ) أى السجن و حبس حرية هذا البرىء حتى تهدأ عاصفة هذه السيدة و يسكن غضبها عليه أو حتى يموت في سجنه و تموت معه القضية برمتها.
و من هنا نستنتج هذه الدروس:

الدرس الأول:

المبادىء و الدعوات ليست كلاما يقال و لا نظريات تطرح بل هى عقيدة و تضحيات و أن تفضيل العذاب اختيارا للهروب من التفريط في العقيدة اذا لم يكن هناك طريق غيره هو قمة التعبد لله تعالى.

الدرس الثاني:

ينبغي دائما الاستعانة بالله تعالى في كل شىء و لكل شىء و على كل شىء و في الحديث : "اذا استعنت فاستعن بالله"

الدرس الثالث:

مرتكب الخطيئة جاهل و كل من يقدم على المعصية جاهل و بالتالي فالعالم هو من يبتعد عن معصية الله تعالى طاعة له و حبا في مرضاته.

الدرس الرابع:

كل من دعا الله صادقا في دعواه استجاب له الله.

الدرس الخامس:

الطغاة و الظلمة في كل عصر و زمان لا يتورعون عن علاج عجزهم في تحقيق العدل و عن ستر فضائحهم عندما تنتشر بين الناس بظلم الأبرياء و تلفيق التهم لهم بل و تلويث سمعتهم.

الدرس السادس:
كل ما يصيب المؤمن من أذى هو طهرة له من جهة و لرفع درجاته من جهة أخرى و في الحديث: "ما يصيب المسلم من نصب و لا وصب و لا هم و لا حزن و لا أذى و لا غم ، حتى الشوكة يشاكها ، الا كفر بها من خطاياه"


(تم بحمد الله الفصل الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Islam . M . R
رجل المستحيل
رجل المستحيل
Islam . M . R


ذكر
عدد الرسائل : 10843
الأوسمه : تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) 15851610
السٌّمعَة : 456
نقاط : 26709
تاريخ التسجيل : 01/04/2008

تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع)   تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالثلاثاء فبراير 03, 2009 6:31 pm

رائع جدا ومبسط وسهل الفهم
بارك الله فيك
جعلة الله تعالي في ميزان حسناتكم

تقبل خالص تحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://thebestgeo.hooxs.com
Salma Nader
سندريلا المنتدى
سندريلا المنتدى
Salma Nader


انثى
السمك عدد الرسائل : 3732
العمر : 34
العمل/الدراسة : IT
الاقامة : Germany
الأوسمه : تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) W4
السٌّمعَة : 87
نقاط : 76924
تاريخ التسجيل : 31/05/2008

تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Empty
مُساهمةموضوع: رد: تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع)   تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع) Emptyالثلاثاء فبراير 03, 2009 7:30 pm

مجهود جميل وبجد دروس تعلمنا كتير جدا
ربنا يكرمك يارب ويجازيك كل الخير علي مجهوداتك
شكرا جزيلا

سبحانك اللهم وبحمدك نشهد ان لا اله الا انت نستغفرك ونتوب اليك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تفسير سورة يوسف (الجزء الرابع)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى الجامعة العربية :: الجناح الاسلامي :: تفسير القرأن الكريم-
انتقل الى: