وجدت هذا الموضوع في احدى المواقع و فكرت بنقله لعله يفيد..و هو بقلم الدكتور محمد المهدي استشارى الطب النفسي:
في أحد الندوات العامة وقف أحد مدربي البرمجة اللغوية العصبية وقال مزهوا ومتحديا : إذا كان أحد الحاضرين يشكو من الرهاب الإجتماعي (الرهبة والقلق من الحديث أمام الناس) فليأتني هنا على المنصة وسأعالجه في ثلاث دقائق باستخدام قوانين البرمجة (ولا داعي للعلاج النفسي الذي يأخذ وقتا وجهدا ومالا) , فخرج له اثنان من الشباب وبدأ يطلب من كليهما أن يأخذا نفسا عميقا وأن يشعرا بالإسترخاء وهما مغمضا العينين وأن يستلهما قوة عقلهما الباطن ليقللا من مخاوفهما من الناس وأن يرفعا أيديهما إلى أعلى ثم ينزلانها إلى أسفل , ثم بعد ذلك طلب أن يفتحا أعينهما ويتحدثا إلى الناس , ثم هنأهما بحماس معلنا أنهما قد شفيا تماما من حالة الرهاب الإجتماعي .
تذكرت وأنا أراه يتحرك بخفة على المسرح ويتحدث بخفة أكثر , لعبة الثلاث ورقات , والتي كانت تمارس على الأرصفة في شوارع المدن وتستغل فيها خفة يد لاعبها في تقليبه للورقات الثلاث لإقناع الضحية بشئ ما مقابل الحصول على ماله , أو لعبة الحاوي أو الساحر والتي يستغل فيها اللاعب قدرته على الإيحاء وعمل أشياء عجيبة في غمضة عين كأن يخرج حمامة من يده أو كرة من فمه , وقبل أن ينهي اللعبة يمر أحد مساعديه بين الناس ممسكا بمنديل يجمع فيه المال من المتفرجين , ثم تأتي اللحظة الحاسمة حين يفاجئ المتفرجين بما لا يتوقعونه فيصفقون جميعا إعجابا وانبهارا.
إذن فبعض المدربين يمارسون قواعد الفهلوة في عملهم ولسان حالهم يقول : "إحنا اللي دهنا الهوا دوكو" .. "بنعبي الشمس في قزايز" .. "بنعمل من الفسيخ شربات" .. "إحنا اللي بنمشي النمل طوابير" .. "بنفهمها وهي طايره" .....
الحل السحري من العفاريت إلى البرمجة :
إذن فأحد مشكلات البرمجة اللغوية العصبية أنها توحي للناس بالحل السحري السريع لمشكلاتهم , وتوهمهم بأن حضور دورة أو دورتين سيجعلك قادرا على حل كل مشكلاتك وعلى تحقيق آمالك وأحلامك وأنك في وقت من الأوقات ستصبح أعظم شخص على وجه الأرض لأنك عرفت كيف تسخر قوى عقلك الباطن , تلك القوى اللامحدودة . وتبدو هنا قوى العقل الباطن وكأنها بديل لقوى الجن والعفاريت في لغة من يسخرون الجن (أو من يدّعون ذلك) , والرابط بين الإثنين هنا هو اللجوء لقوى خفية يدّعي البعض القدرة على فهمها وفهم قوانين تحريكها وإطلاقها كالمارد الهائل يحقق كل الأحلام والأمنيات . وأكبر دليل على فشل هذا الحل السحري (من جانب أصحاب البرمجة أو مسخري الجن) هو أننا لم نرهم أعظم ولا أغنى ولا أعلم البشر في المجالات المختلفة , وإن ادّعو النجاح الهائل والعظمة والغنى والقدرة فإنما هي تهويماتهم الشخصية وتضخيمات ذواتهم التي لا يؤيدها الدليل , فبعضهم يدّعي في كل مكان حصوله على الدكتوراه في حين أنه خريج معهد متوسط وحصل على بعض دورات من معاهد خاصة سماها دكتوراه , وبعضهم يدّعي أنه قام بتدريب الملايين على مستوى العالم وبأنه غيّر في مناهج وأساليب إدارة الفنادق والشركات الكبرى , وهو في الحقيقة لم ير إلا مجموعة من الهواة مثله , وفوق ذلك هو فهلوي قدير . وكما هو الحال في فنون السحر وتسخير الجن فإن القائمين علىها يحتاجون من دونهم للحصول على لقمة عيشهم , ولا يحققون على مستواهم الشخصي ما يلوحون به لأتباعهم ومريديهم .
والحياة الواقعية تؤكد أن النجاح الشخصي والعام له قوانين موضوعية قوامها الوعي والإنتباه وصحة الإدراك والتفكير وذكاء المشاعر والقدرة على التخطيط السليم ثم القدرة على التنفيذ بصبر ومثابرة , والقدرة على العمل الجماعي المثمر, والقدرة على المتابعة والتطوير من خلال التغذية الإسترجاعية , وأن الناجحين في التاريخ الإنساني لم يتموا إنجازاتهم بشكل فهلوي سريع أو سحري خاطف وإنما فعلوا ما فعلوه بالجهد المتواصل والمثابر وبالتفكير العلمي الواقعي والموضوعي والمتواضع وبتحمل الإحباط والفشل , ولم يثبت أنهم فعلوا ذلك بعد قراءة "الأسرار السبعة للعقل الباطن " أو "المفاتيح العشرة للتفوق" .
د.محمد المهدي
استشاري الطب النفسي
نقلا عن موقع واحة النفس المطمئنة
كما قرأت أيضا تلك المقولة عنها:
نحن نعلم بأن البرمجة اللغوية العصبية ما هي إلا خزعبلات وليست من العلم بشيء.
كل من يراها صحيحة فعليه أن يراجع نفسه ويتثبت من ذلك خصوصا بعد تراجع أحد مؤسسيها وهو غريندر وهذا يعطي مؤشرا خطيرا على أننا غربيون أكثر من الغرب وأننا نثق فيهم ثقة عمياء بدون تحقق مما يبثونه في مجتمعنا من سموم وأننا في بعض أمورنا نتبع للغرب مجرد اتباع لأنهم غرب.
د / عبد الله هضبان الحارثي