رأيت الموت اليوم

اليوم كنت أحضر مناقشة رسالة ماجستير فى بنها ، وأثناء ودتى ، ركبت الميكروباص واخترت أن اجلس بجانب الشباك فى الكرسى الأخير ، وتمام ومعنوياتى مرتفعة ، وبدات أفكر فى مستقبلى وحياتى وانا عينى على الرياح التوفيقى والمياه المتدفقة فيه ، وتقريبا كانوا بيجمعوا الأجرة ، وفى الحالات دى بينشغل السواق ، ويحسب والناس معاه تجمع وتطرح وتقسم ، وصوت جدال وخلاف كالعتاد ، المهم انا سرحان ومركز مع مياه الرياح ، وفاتح الشباك على الأخر مستمتع كما أشعر بهواء جميل فى وقت ترتفع فيه درجة الحرارة ، وفجأه شعرت بهزة عنيفه جدا وصوت تصادم رهيب وتطاير زجاج وأجزاء من جسم السيارة فى وجهى ، وبدات السيارة تترنح بشدة ، وأنا أنظر للموت بعينى ، ولكن لم أشعر بلحظة خوف ولا اضطراب ، وسمعت حالات صراخ خصوصا أن التى كانت بجانبى هى فتاة تقريبا طالبة ، فبدأت فى الصراخ والبكاء ، رغم ظروفى الصعبة الا اننى قمت بضمها إلى صدرى، بصراحة لا أدرى كيف فعلت هذاولكنها أغمى عليها فعلا ، رغم انه لم يصبها أى شئ والاصابة كانت فيا انا ، المهم الحمد لله توقفت السيارة تماما ، بعد أن تطاير الركاب بداخلها ، وحدوث حالة هرج ومرج ، ولكن أنا بفضل الله متماسك ، وبدأ الركاب ينزلون من السيارة بسرعة ، وياروح ما بعدك روح ، أما أنا فكنت فى السيارة ولم أتخلى عن الفتاة ، وفوقتها فعلا ، ونزلت ونزلتها وتأكدت أنها سليمة ، وبدأ الناس يلتفوا حولى لأن الاصطدام كان فى جسمى وهناك دماء تسيل تقريبا على وجهى وكتفى ، ولكن لم أهتز ولا لحظة ، وبصراحة الأهالى مشكورين تدفقوا على المكان كيوم الحشر ، وبروح طيبة من ياتى بماء ، ومن يحاول ان يهدئ من روع الناس ، ولكن بكل صراحة شعرت بطعم الموت فى فمى لأول مرة فى حياتى ، وقرأت أشياء فى الحياة لأول مرة ، فالحياة ما هى الا لحظات ومن الممكن جدا أن تنتهى بصدمة صغيرة ، وان الانسان ما هو الا لسان طويل فقط ،

اعذرونى اخوانى على هذا الكلام ولكن فضفضة فق

وربنا يكرمكوا ويبعد عنكم كل شر

والحمد لله أننى مازلت على قيد الحياة أطرقع على الكيبورد