تفسير سورة يوسف (الجزء الأول)

أخي المسلم ، أختي المسلمة اخترت أن أقدم
لكم هذا التفسير المبسط لسورة يوسف على هيئة حلقات مستقاة من تفسير الشيخ سيد قطب
رحمه الله ، في كل مرة نذكر ما شاء الله لنا فيها أن نذكر ، على قدر طاقتي البشرية
و قد اخترت هذه السورة الكريمة لما لها من دروس و عبر عظيمة فهى ليست قصة تقرأ
للتسلية ، الله لا يريد تسليتنا و لكن يريد ان يعلمنا و قد راعيت تقسيمها الى
أجزاء في كل مرة نقدم تفسير جزء حتى يقرأ جيدا و يتم هضمه ثم الدخول الى الجزء
الذي يليه ان شاء الله و ان كان في العمر بقية .أسأل الله أن ينفعني و اياكم و أن يزيدنا من علمه و فضله و أن يغفر لي
ان كنت أغفلت أو أخطأت في شىء دون قصد مني .

مقدمة:

أولا: ظروف الدعوة الاسلامية قبل نزول
السورة:

كانت قد انتهت مرحلة الدعوة السرية و التي
استمرت الثلاث سنوات الأولى من العهد المكي و بدأت الدعوة العلنية قوية و واضحة
بصعود النبى صلى الله عليه و سلم على جبل الصفا داعيا قومه للدخول في الاسلام و
منذر لهم ان رفضوا و لكنهم استمروا على كفرهم و عنادهم الا القليل ممن هداهم الله ،
و وصل عنادهم الى أنواع كثيرة من الايذاء النفسي و البدني للمسلمين الجدد و للنبى صلى
الله عليه و سلم حتى أنهم استعملوا سلاح المقاطعة الاقتصادية و
الاجتماعية للنبي صلى الله عليه و سلم و أصحابه و قد استمر هذا الحصار 7 سنوات كاملة و
كان الناس من شدته أحيانا يقتاتون على
أوراق الشجر ، و خلال هذه السنوات كان القرآن ينزل على النبى صلى الله عليه و سلم ليربي هذه الجماعة الوليدة و يقوى ارادتها و
لمواساة النبى و أصحابه على ما يلاقونه من أذى.

ثانيا: الظروف التي نزلت فيها السورة:

نزلت هذه السورة في (عام الحزن) و قد سمى
بذلك لأن في هذا العام مات أبو طالب عم النبى صلى الله عليه و سلم و
الذي كان خط دفاعه ضد المشركين و فيه أيضا توفيت السيدة العظيمة خديجة رضى الله عنها
و أرضاها و التي كانت له نعم المشير و نعم الرفيق و نعم الزوج مما أثقل على النبى صلى
الله عليه و سلم كثيرا و كان ذلك قبل الهجرة بثلاث سنوات و قد
زاد التعذيب و التنكيل بالمسلمين أشد مما كان.

ثالثا : الهدف من نزول السورة:

نزلت هذه السورة الكريمة جملة واحدة و
ليست متفرقة كغيرها من سور القرآن و أسباب نزولها و الله اعلم هى:

1-
التأنيس للنبى صلى
الله عليه و سلم

2-
اعلامه بما لاقاه
بعض اخوانه من الأنبياء

3-
التثبيت له في
دعوته باطلاعه على غيب لا يعرفه الا الله سبحانه و تعالى

4-
قدوم بعض من
اليهود من المدينة الى مكة يسألون النبى صلى الله عليه و سلم عن
نبى كان بالشام ، أخرج ابنه الى مصر فبكى عليه حتى عمى ، و لم يكن بمكة أحد من أهل
الكتاب و لا من يعرف خبر الأنبياء، فأنزلت سورة يوسف جملة واحدة و فيها كل ما جاء
في التوراة و زيادة.

رابعا: أبرز
مواضيع السورة: نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

1-
المحن و
الابتلاءات المختلفة التي تعرض لها نبى الله يوسف

2-
النماذج المختلفة
من البشر التي تحدثت عنها السورة الكريمة

3-
الحديث عن بعض
سور المجتمع الجاهلي في الأماكن المختلفة

4-
الحديث عن الرؤيا
و تأويلها و علاقة ذلك بالدعوة و الداعية

5-
وحدة العقيدة الاسلامية
التي جاء بها جميع الرسل

خامسا: التقسيم التفسيري للسورة:

عدد آيات السورة هو 111 آية و للتيسير فقد
قسمناها الى 3 أجزاء:

1-
المقدمة: ( من
الآية 1 الى 3)

2-
القصة: (من الآية
4 الى 101) و هى تحتوى على 6 فصول:

الفصل الأول: 4
مشاهد

الفصل الثاني و
الثالث و الرابع: 5 مشاهد

الفصل السادس: 6
مشاهد

3-
الخاتمة: ( من
الآية 102 الى 111)

و في أثناء محاولة تفسير الآيات الكريمة
سوف نحاول استخراج ما يقرب من 100 فائدة و درس من هذه السورة العظيمة.

آيات المقدمة ( 1-3) و 7 دروس منها:

الر
تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ (1)
إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ
قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)
نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ
أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ
لَمِنَ الْغَافِلِينَ
(3)

التفسير:

الر:
حروف من اللغة العربية التي يتكلم بها الناس و جاءت هنا على هذا النحو و في غير
هذه السورة للفت لانتباه و أنظار الناس الذين كانوا يبتعدون عن سماع آيات الله و
يبعدون غيرهم عنها، و مع ذلك غلبهم القرآن و شد انتباههم و جذب اهتمامهم بهذه
الحروف المقطعة.

تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ: هذه
الآيات البليغة الفصيحة جميلة البيان و قوية الاعجاز تبين لمن يسمعها و يتدبرها
أنها من عند الله و ليست من البشر.يخشع لها قلب العابد المحب و يخشى الاستماع
اليها المعاند العابث اللاهي.

إِنَّا
أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ:من
هذه الآية نستخلص 5 دروس:

الدرس الأول: لغة العرب هى أفصح اللغات و
أبينها و أوسعها و أكثرها تأدية للمعاني

الدرس الثاني: ينبغي أن يكون دليل المسلم
في عقيدته و أخلاقه و معاملاته و عباداته ما جاء في كتاب الله و ما ورد عن النبى صلى
الله عليه و سلم

حيث يؤكد ذلك الله عز و جل بضمائر العظمة:
"انا" و "أنزلناه" و " أوحينا" و "نحن
نقص"

الدرس الثالث:القرآن الكريم أشرف الكتب ،
نزل بأشرف اللغات و هى العربية على أشرف الرسل و هو محمد صلى الله عليه و سلم عن
طريق أشرف الملائكة و هو جبريل عليه السلام في أشرف بقاع الأرض و هى مكة المكرمة و
بدأ نزوله في أشرف شهور السنة و هو رمضان و أشرف ليالي العمر و هى ليلة القدر.

الدرس الرابع: ينبغي على الداعية أن يختار
لدعوته المكان المناسب و الوقت المناسب و اللفظ المناسب .

كما ينبغي على كل مسلم أن يكون داعية لدين
الله بعلمه و قوله في حدود ما يعرف و أن يكون اعتماده على كتاب الله و سنة رسوله.

الدرس الخامس:القرآن هو الطريق الوحيد الى
تزكية العقل و نمو الفكر و اتساع الثقافة حيث أنه سهل لا لبس و لا غموض فيه كما
أنه يخاطب العقل بما يمكن أن يستوعبه و ليس كما في الكتب المحرفة الأخرى:
"اطفأ مصباح عقلك و آمن"

نَحْنُ
نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآَنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ
لَمِنَ الْغَافِلِينَ: تنبيه على أن قصص القرآن في أعلى درجات
الحسن لأنه وحى من الله تعالى و يلاحظ انه لم يرد هذا التعبير القرآنى "أحسن
القصص" الا في قصة يوسف عليه السلام فقط مع أنه حسن كله ، لماذا؟

1-لأنه ليست هناك قصة في القرآن تتضمن من
العبر و الحكم ما تتضمن هذه القصة .

2- لحسن مجاوزة يوسف عن اخواته و صبره على
آذاهم و عفوه عنهم و كرمه في العفو عنهم.

3- فيها من جمل الفوائد ما يصلح للدين و
الدنيا و تدبير المعاش و الاقتصاد و السياسة و تعبير الرؤيا و الفقه و التوحيد.

الدرس السادس: لم ينزل هذا القرآن ليحتفظ
به في المكاتب و الأدراج أو في البيوت و السيارات أو لكى تحفظ آياته دون العمل
بأحكامه و تعاليمه بل أنزل لتدبره و فهمه و العمل به و صبغ الحياة بأحكامه و
تعاليمه لأن فيه اصلاح للبلااد و العباد و اسعادهم في الدنيا و الآخرة و لا يدرك
هذه و لا يفهمه الا من لديهم عقل يتفكرون به.

الدرس السابع:ينبغي على المسلم ان تكون
مرجعيته في آدابه و سلوكه و حياته هو كتاب الله و سنة رسوله , لا مستمدة من اعراف
و تقاليد البشر و لو كانوا يملكون كل زينة الحياة الدنيا ما دامت عاداتهم و
تقاليدهم بعيدة عن كتاب الله و سنة رسوله حتى و لو كانت من بقايا أديان و نحل
محرفة فاننا يجب ان نقاطعها و نبطل العمل بها.

من أراد النجاة من المعيشة الضنك و الهم و
الغم في حياته فعليه بالقرآن

من أراد راحة البال و هدوء الحال و
طمأنينة النفس فعليه بالقرآن

من أراد النجاح و التوفيق في عمله و الرشد
في تصرفاته فعليه بالقرآن.

تفسير سورة يوسف (الجزء الأول) 57

تفسير وافي جدا
قرأت جزء كبير منة وهكملة اليوم باذن الله
جزاك الله كل خير علي ما تمدنا به من معلومات
وجعلة الله تعالي في ميزان حسناتك واسكنك جناته العلى
شكرا جزيلا
تقبل تحياتي

جزاك الله كل خير علي مساعدتك لنا
وربنا يكرمك يارب
شكرا جداااااااا

أشكركم على الاهتمام و المتابعة و ان شاء الله أكمل للنهاية بتوفيق الله ثم بتشجيعكم . اللهم زدنا علما و فقهنا في الدين.[b]

جزيت كل الخير

وقفت لما يحب الله ويلرضاه