مصادر الغاز الطبيعي غير التقليديه

مصادر الغاز الطبيعي غير التقليدية .. وفرة عالية وتحديات كبيرة
د. نعمت أبو الصوف

في هذه المقالة سنتطرق إلى واقع ومستقبل إنتاج الغاز من المصادر غير التقليدية وخصوصا من السجيل الغازي Shale Gas خارج أمريكا الشمالية، والتحديات التي تواجه ذلك.

كثير من المعنيين والمختصين في مجال صناعة الغاز اليوم يواجهون التساؤلات التالية: هل إنتاج الغاز من مصادر الغاز الطبيعي غير التقليدية شأن يخص أمريكا الشمالية وحدها وبالأخص الولايات المتحدة؟ أم أنه مثل الغاز الطبيعي المسال، سوف يتوسع ليشمل مناطق أخرى في العالم؟ وما التحديات التي تواجه ذلك؟

يشير كثير من الدراسات إلى أن الاتجاه بإنتاج الغاز من المصادر غير التقليدية للغاز من المتوقع أن ينتشر خارج الولايات المتحدة أيضا، حيث توضح الدراسات الجيولوجية أنه حتى الآن تم اكتشاف نحو 50 حوضا في أكثر من 30 دولة في العالم حاوية ترسبات السجيل الغازي Shale Gas. وعلاوة على ذلك، هناك إمكانية كبيرة للحصول على موارد من الغاز الطبيعي من مصادر غير تقليدية أخرى: كالميثان من الفحم الحجري، والغاز من المكامن الواطئة النفاذية، وهيدرات الميثان. لكن السؤال يبقى إلى أي حد ومتى؟

حتى الآن لا يعرف الكثير عن حجم احتياطيات السجيل الغازي المتواجدة خارج أمريكا الشمالية لندرة الدراسات والبحوث في هذا المجال. لكن الشيء المؤكد هنا هو أن حجم هذه الاحتياطات كبير جدا، حيث تشير الدراسات القليلة المتوافرة في هذا المجال إلى أن حجم احتياطيات السجيل الغازي، خارج أمريكا الشمالية، التي يمكن استخلاصها Recoverable Resources من هذه الموارد يقدر في المتوسط بأكثر من عشرة آلاف تريليون قدم مكعب، أي أنه تقريبا مساو أو أكثر بقليل من احتياطيات الغاز الطبيعي التقليدية المؤكدة Conventional Natural Gas Proved Reserves المكتشفة في العالم حتى الآن. إضافة إلى ذلك، هذه التقديرات تشمل موارد السجيل الغازي المتواجدة على الشاطئ Onshore فقط.

إن وفرة الاحتياطيات الغازية غير التقليدية لا يعني بالضرورة إمكانية استثمارها بصورة اقتصادية في الوقت الراهن، على الرغم من أهميتها، لكن الشيء المهم في هذا المجال هو هل يمكن أن يشهد العالم الآن، اهتماما كبيرا باستثمار وتطوير وإنتاج الغاز من هذه الموارد على نطاق واسع، أكثر من أي وقت مضى. الجواب المطلق بلا شك نعم، حيث إنه على النطاق العالمي، حجم الموارد المتوافرة كبير جدا لا يمكن تجاهله. إضافة إلى ذلك، نظرا لوجود عدد غير قليل من الدول المهتمة بأمن وتنوع مصادر إمدادات الغاز، ستكون هناك حتما دوافع كبيرة لاستكشاف وتطوير هذه الموارد في تلك البلدان. في أوروبا، على سبيل المثال، تشير التقديرات إلى وجود كميات لا بأس بها من الغاز يمكن استردادها من السجيل الغازي، تقدر ما بين 100 و400 تريليون قدم مكعب. وإن لم تكن هذه الاحتياطيات كبيرة مقارنة بالاحتياطيات العالمية من السجيل الغازي، لكنها قد تصل إلى خمسة أضعاف احتياطيات الغاز الطبيعي التقليدية المؤكدة المكتشفة في المناطق البرية Onshore في أوروبا حتى الآن. ولكن مع ذلك، كثير من مصادر السجيل الغازي في مناطق كثيرة في العالم، من المرجح أن تظل دون استثمار في الوقت الحاضر. فالبلدان التي يتوقع أن تكون من بين أكبر الدول التي تتواجد فيها موارد السجيل الغازي، مثل روسيا وكازاخستان، أيضا يوجد فيها احتياطيات كبيرة جدا من مصادر الغاز التقليدية الأقل تكلفة والأسهل إنتاجا. إضافة إلى كل ذلك، هناك عدد من التحديات الجيولوجية وغير الجيولوجية Aboveground تواجه استغلال مصادر الغاز الطبيعي غير التقليدية بصورة اقتصادية تشمل: نفاذية الصخور المكمنية، السياسات المالية، تكاليف التطوير والإنتاج، وعدم وجود البنية التحتية الأساسية، هذه التحديات من المرجح أن تجعل كثيرا من تراكمات السجيل الغازي غير اقتصادية.

إن الارتفاع الكبير في إنتاج الغاز من المصادر غير التقليدية في الولايات المتحدة أخيرا، ولا سيما من السجيل الغازي، كان نتيجة للجهود الكبيرة التي بذلت في هذا المجال منذ أكثر من 20 عاما. إن جزءا كبيرا من هذا الجهد والوقت أنفق في تطوير حلول تقنية جديدة لزيادة الإنتاج وخفض التكاليف2 لجعل إنتاج الغاز من آبار السجيل الغازي اقتصادية. إن فترة زمنية مماثلة، لتلك التي احتاجتها الصناعة في الولايات المتحدة بصورة خاصة وأمريكا الشمالية بصورة عامة لتطوير مواردها من السجيل الغازي، من المحتمل أن تحتاج إليها الصناعة في أي مكان آخر من العالم، وإن كان يمكن للشركات العاملة في هذا المجال أن تستفيد من الدروس المستنبطة في أمريكا الشمالية. لكن المدى الزمني الذي استغرق في أمريكا الشمالية كان إلى حد كبير نتيجة العمل على تطوير تقنيات مناسبة والعمل على خفض التكاليف كما اشرنا، في حين خارج أمريكا الشمالية هناك تحديات أخرى تجابه الشركات إضافة إلى تلك منها على سبيل المثال: الحصول على تراخيص الاستثمار، وجود البنية التحتية المناسبة وتوافر شركات العمليات الخدمية الخاصة بذلك. كما أن كميات المياه المستخدمة وطرق التصريف والتخلص من المياه المصاحبة للإنتاج تمثل تحديا كبيرا وعقبة أمام زيادة عمليات الإنتاج من السجيل الغازي وانتشارها على نطاق واسع داخل أو خارج الولايات المتحدة على حد سواء. حيث يلعب هذا التحدي البيئي دورا حاسما ومهما في تقرير مستقبل مشاريع السجيل الغازي، حيث يقرر المضي في المشروع أو إلغاء المشروع بالكامل. وحتى لو كان القرار الاستمرار في المشروع فإن ذلك قد يكون على حساب زيادة التكاليف في بعض الأحيان أو تأخر إقرار المشروع في أحيان أخرى.

ومن التحديات الأخرى التي تجابه التوسع باستثمار موارد السجيل الغازي هي، توافر أجهزة الحفر وخصوصا أجهزة الحفر الأفقي بصورة كافية، وتوافر ما يكفي من العاملين ذوي المهارات المتخصصة لتطوير السجيل الغازي، لكن في نهاية المطاف هذه التحديات سيتم التغلب عليها حين يبدأ العمل في هذه الموارد بإحراز تقدم.

نتيجة لهذه التحديات وكذلك الأولويات في الاستثمار والتطوير، ليس من المتوقع خلال العقد المقبل، أن يتم التوسع في استثمار موارد السجيل الغازي على نطاق واسع في العالم بصورة مماثلة لتلك التي في الولايات المتحدة. ولكن ستبقى هذه الموارد مهمة في توفير حاجة العالم من الطاقة على المدى البعيد.

هوامش:

1 ـ إن مصطلح مصادر الغاز الطبيعي غير التقليدية يطلق عادة لوصف تجمعات الغاز الطبيعي الموجودة في التكوينات الصخرية واطئة النفاذية جدا أو عديمة النفاذية Impermeable Rock Formation مثل الغاز المتواجد في طبقات الرمال المتراصة أو المحكمة Tight Sands، طبقات الفحم الحجري أو في طبقات السجيل الغازي.

2 ـ الأساليب الرئيسة التي أسهمت في هذا المجال هي تقنيات الحفر الأفقي وتقنيات التكسير Fracturing Techniques الحديثة.

يحيى لوتاه : الغاز الطبيعي مصدر رئيسي للطاقة عام 2030
يحيى لوتاه :

الغاز الطبيعي مصدر رئيسي للطاقة عام 2030 تطلق مجموعة الطاقة الدولية أول سيارة تعمل بالغاز الطبيعي ومحطة تزود بالغاز في مدينة " دار السلام " على هامش معرض " سابا سابا " التجاري العالمي والذي يقام سنوياً في الفترة مابين 1 إلي 7 يوليو ويفتتحه الرئيس التنزاني في نفس التوقيت من كل عام، وبذلك تدشن مجموعة الطاقة الدولية مرحلة جديدة لاستخدام الغاز الطبيعي في تنزانيا حيث بدأت مجموعة س. س. لوتـاه أعمالها في بناء شبكة توزيع الغاز الطبيعي بتنزانيا منذ حوالي 5 سنوات وأنهت بنجاح المرحلتين الاولي والثانية والتي تدعم القطاع الصناعي في مدينتي