سبق أن اثبتت الدراسات والقياسات الأولية أن منطقة خليج السويس تتميز بسرعات رياح عالية يمكن استغلالها فى إنتاج طاقة كهربية، الأمر الذى تطلب إجراء مزيد من القياسات بشكل دقيق حتى يمكن استغلال هذا المصدر الواعد، وقد كانت النتائج مشجعة، حيث أوضحت أن هذه المنطقة تعتبر من ضمن أفضل المناطق فى العالم لإنتاج الكهرباء باستخدام طاقة الرياح.
وقد صدر أطلس رياح خليج السويس عام 1996 بالتعاون مع معامل ريزو(RISO) الدنمركية متضمناً بيانات تفصيلية عن سرعات واتجاهات الرياح خلال الفترة من 1991 – 1995 لعدد (4) مواقع هى أبو الدرج ، الزعفرانة ، خليج الزيت ، الغردقة على ساحل البحر الأحمر، حيث تتميز هذه المناطق بمتوسط سرعات رياح عالية مما شجع جهات التمويل الدولية على التعاون مع مصر لتنفيذ مشروعات مزارع رياح لتوليد الكهرباء ارتباطا بالشبكة الموحدة.
*
استكمالاً للتعاون السابق مع الجانب الدنمركي، فقد صدر فى مارس 2003 أطلس رياح تفصيلى لخليج السويس، متضمناً بيانات مدققة عن الرياح لعدد (13) موقع خلال الفترة 1991 – 2001، بهدف تقييم الإمكانات المتاحة فيها (جدول 1)، حيث أن المساحة الواقعة من شمال رأس غارب وحتى منطقة خليج الزيت يتوفر فيها متوسط سرعات رياح عالية تزيد على 10متر/ثانية (م/ث)، وتعتبر المساحة الواقعة غرب خليج السويس من المناطق الواعدة لاقامة مشروعات محطات الرياح الكبرى حيث تتوافر الأراضى الصحراوية والغير مأهولة، بما يؤهلها لاستيعاب قدرات تصل إلى حوالى 20000 ميجاوات (م.و.).
المنطقة
متوسط سرعة الرياح(م/ث)
راس سدر
ابو درج
الزعفرانة(شمال)
الزعفرانة
الزعفرانة(غرب)
سانت بول
راس غارب
الطور
خليج الزيت(شمال)
خليج الزيت(شمال غرب)
خليج الزيت
خليج الزيت(جنوب غرب)
الغردقة
7.5
8.8
9.2
9
7.5
8.4
10
5.6
10.4
10.5
10.3
10.8
6.7
* تم توسيع الأطلس ليشمل جمهورية مصر العربية لتحديد المناطق الواعدة التى يمكن استغلالها لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح، حيث تم تركيب أكثر من (30) برج قياس فى المواقع المختارة لجمع وتحليل البيانات الخاصة بسرعات الرياح فى هذه المواقع، وتم عقد ورشة عمل فى نهاية ديسمبر 2005 لعرض مسودة الأطلس وصدرت نسخة الأطلس فى يناير 2006.
*
o
يؤكد أطلس رياح مصر بشكل علمى دقيق على وجود مصادر لطاقة الرياح يمكن استغلالها وخاصة فى منطقة خليج السويس ، حيث تتراوح فيها متوسط سرعات وكثافة الرياح تتراوح بين 7 – 10 م/ث، 350 – 900 وات / م2 ، مقدرة على ارتفاع 50 م من سطح الأرض، وتعد بعض المناطق في شبه جزيرة سيناء مواقع غنية بطاقة الرياح ، وبصفة خاصةً على طول ساحل خليج العقبة وصولا إلى جبل عجمه (جبل التيه).
Text Box: خريطة الرياح لمصر ، يبين اللونين الأصفر والأحمر مناطق ذات سرعات مرتفعة، واللون الأزرق مناطق ذات سرعات منخفضة
o
أوضح الأطلس أن هناك مناطق تتسم بسرعات رياح عالية في الصحراء الشرقية أو الغربية – خاصة فى شرق وغرب وادى النيل، بين خطى
27 0 شمالاً، 29 0 جنوباً، وكذلك شمال وغرب مدينة الخارجة، حيث يقدر متوسط سرعات وكثافة الرياح بها بين 7 – 8 م/ث، 300 – 400 وات / م2 على التوالى، وفيما يتعلق بشمال غرب ساحل البحر المتوسط من السلوم إلى الإسكندرية، فهذه المنطقة تتميز بسرعات رياح أقل نسبياً من تلك السابق الإشارة إليها.
o
يعتبر أطلس رياح مصر هو حجر الأساس الذى يبنى عليه كافة القرارات المتعلقة بتحديد المواقع المستقبلية والتخطيط ودراسات الجدوى، والإعداد الفعلى لمشروعات محطات الرياح فى مصر .
جدير بالذكر أن منطقة خليج السويس تقع فى مسار الطيور المهاجرة من شرق ووسط أوروبا فى طريقها إلى المناطق الدافئة فى شرق ووسط أفريقيا فى فصل الخريف، وأثناء رحلة عودتها إلى مواطنها الأصلية فى فصل الربيع.
*
قام استشارى مشروع أطلس الرياح بإعداد دراسة عن الطيور المهاجرة فى منطقة خليج السويس، حيث تم اختيار مساحة قدرها 2000 كم2 بمنطقة خليج الزيت على خليج السويس، لتحديد معدلات وأعداد تقريبية للطيور المهاجرة ,وارتفاع طيرانها عن سطح الأرض أثناء طيرانها، وذلك بهدف اختيار المواقع المناسبة لإنشاء محطات الرياح وتحديد ارتفاع وحدات الرياح بما لا يتعارض مع مسارات هجرة الطيور.
*
توصلت الدراسة إلى أنه يمر بالمنطقة المختارة حوالى من 2.5 إلى 3.5 مليون طائر كل عام خلال فصلى الربيع والخريف ، وتصل كثافة الطيور المهاجرة إلى أقصى ما يمكن فى فصل الخريف، وقد يصل معدل المرور فى بعض المناطق إلى 500 طائر / ساعة عند ارتفاع أقل من 100 متر لبعض أنواع الطيور .
*
تعتبر دراسة هجرة الطيور من العناصر الأساسية عند إعداد دراسات الجدوى البيئية الخاصة بمشروعات محطات الرياح لتوليد الكهرباء فى منطقة خليج السويس سواء فى الزعفرانة أو فى جبل الزيت.