"أولاد الجبلاوي"
16 ـ "الأيام" ـ الجزء الأول لطه حسين من ترجمة إ، هـ، باكستون، الذي اختار لها عنوان "طفولة مصرية".
17 ـ شاعرات الوطن العربي من ترجمة كمال بلاطة وتحريره.
18 ـ مسرحيات مصرية ذات فصل واحد اختارها وترجمها دينيس جونسون ـ ديفيز. وغيرها مما يتتابع ظهوره باستمرار.
إن جميع ما تقدم من ميزات تتصف بها هذه السلسلة إنما جاء نتيجة للتحولات الإيجابية الهامة في ميدان المعرفة التي ينتجها الآخر عن الوطن العربي. إنها تمثل بحق رغبة أكيدة في الانفتاح على موضوع الاستشراق، على العرب أنفسهم، من خلال محاولة التعرف إلى جزء هام من قيمهم الإنسانية الأصلية التي يعكسها هذا الأدب أو يجسدها، وأهم ما يعنينا في هذه السلسلة أنها تنظر إلى الأدب العربي نظرتها إلى أي أدب حي آخر على المثقف المعاصر القارئ للإنكليزية أن يطلع عليها لأنه مكون عام من مكونات الأدب المعاصر.
* * *
خاتمة:
هذه مؤشرات محددة على التحولات الإيجابية التي خضع لها تقليد الاستشراق في العقود الأخيرة، وهي مؤشرات جديرة باهتمامنا نحن العرب إذا ما شئنا أن تكون مواجهتنا لهذا التقليد الثقافي مواجهة إيجابية مجدية. وأقل ما ينبغي أن نفعله تجاهها هو تعزيزها لترسيخ المنظور التي تقوم عليه. لأنه السبيل الوحيد إلى الإطاحة بقيم الاستشراق القديم، وخلق قيم ومستويات بديلة تكون في مجموعها إطار الإشارة frame of Reference في تقويم إنجازاته التي لا مجال للشك في أهميتها. ولكن ذلك ينبغي ألا يصرفنا عن الهدف الاستراتيجي الذي يجب أن نضعه نصب أعيننا، وهو قلب الوضع الذي يشغله هذا التقليد الثقافي بالقياس إلى تقليد الدراسات العربية التي ينتجها الداخليون من العرب. وبدلاً من أن تكون الدراسات الاستشراقية خارجية هي المشكلة للتيار الرئيس للمعرفة المتصلة بنا، والمرجع الأساسي لدراسة الشؤون العربية في حين تبقى الدراسات التي يقوم بها الداخليون هي الروافد، يجب أن تصبح إسهامات العرب أنفسهم هي التيار الرئيس والمجرى المحدد، في حين تصبح إسهامات المستشرقين هي الروافد.
وبالطبع قد يبدو طموح كهذا حلماً مستحيلاً لأن تحقيقه ليس بالسهل، ولا يمكن أن يتم بين عشية وضحاها، وربما يعد مجرد رغبة مغرورة، ولكنه يبدو لي، كما بينت في مكان آخر (5)، هدفاً مشروعاً، أخلاقياً وعلمياً فدارس الأدب الإنكليزي على سبيل المثال، على الرغم من تقديره لإسهامات الباحثين الآخرين في دراسة هذا الأدب لا يمكنه إلا أن يعتمد بشكل أساسي على دراسات البريطانيين والأمريكيين أنفسهم في دراسته له. وإذا كان هذا الأمر مسوغاً ومقبولاً في دراسة الثقافات الأخرى، فما الذي يمنع قيامه في الثقافة العربية الحديثة إذا ما توافرت التسهيلات المطلوبة، والتدريب السليم، والعزيمة، والصبر على العلم، وبعد النظرة، والرغبة الصادقة. إنه خيار ممارسة الإرادة ـ إرادة المعرفة حتى لا تتحول هذه المعرفة إلى أدى لاستلاب إرادتنا كلها، ولعمري أنه لخيار شاق، وتحد صعب، ولكنه بالتأكيد خارج دائرة المستحيل.
* * *
هوامش
(*) انظر د. عبد النبي اصطيف، "نحن والاستشراق: علاقة إشكالية".
المعرفة (دمشق)، السنة 29، العددان 324 ـ 325، أيلول ـ سبتمبر / تشرين الأول ـ أكتوبر 1990، ص ص (204 ـ 219). "نحن والاستشراق: تحولات إيجابية".
المعرفة (دمشق)، السنة 29، العدد 327، كانون الأول ـ ديسمبر، 1990، ص ص (163 ـ 174).
(1) انظر Diana Grimwood - Jones et. Al. (eds.),
Arab Islamio Bibliogrphy: The Middle East Library Committee Guide (Harvester Press, Sussex, 1977)
ودراسة موسعة لها بقلم بعد النبي اصطيف، بعنوان "بيبليوغرافيا إسلامية عربية: دليل مجلس مكتبة الشرق الأوسط ـ وقصة ستة عقود"، مجلة مجمع اللغة العربية (دمشق)، المجلد 55، الحزء 1، (كانون الثاني/ نياير 1980م، صفر الخير 1400هـ) ص ص (164 ـ 118).
(2) انظر A.F.L. Beeston et al. (eds.),
The Cambridge History of Arabic Literature: Arabic Literautre to the End of the Umayyad Friod (Cambedge Unviversity Press, Cambridge, 1983)
(3) انظر Julia Asbtiany et al. (eds),
The Cambredge History of Arabic Litedature: Abbasid Belles - Lettres (Combridge Unibersity Press, Cambridge, 1990)
(4) Arab Authors
(5) انظر د. عبد النبي اصطيف، "نحن والاستشراق"، ملاحظات نحو مواجهة إيجابية".
المستقبل العربي (بيروت)، العدد (56)، تشرين الأول/ أكتوبر، 1983، ص (35).